الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم عبد السلام بن عامر: "ألا يعي قيس سعيد أن راشد الغنوشي يمكن أن يخلفه غدا؟"

نشر في  20 أكتوبر 2022  (20:57)

:بقلم المربي عبد السلام بن عامر

 
ينص الفصل 109 من الدستور الجديد _في ما ينص_ على أنه "عند شغور منصب رئاسة الجمهورية لوفاة أو لاستقالة أو لعجز تام أو لأي سبب من الأسباب، يتولى فورا رئيس المحكمة الدستورية مهام رئاسة الدولة بصفة مؤقتة لأجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما".
 
وبما أن الرئيس قيس سعيد بشر مثلنا تماما معرّض في أي لحظة إلى أحد الأسباب المذكورة لحدوث شغور في منصب الرئاسة، فإن المنطق ومصلحة الدولة كانا يفرضان إنشاء المحكمة الدستورية منذ اللحظة التي دخل فيها الدستور حيز التنفيذ،
 
وما نلاحظه هو أن لا قيس سعيد قام بهذا الواجب، ولا معارضيه يولون هذه المسألة ما تستحق من اهتمام، والحال أن حدوث شغور في رأس الدولة في غياب محكمة دستورية خطر متربص بالبلاد في كل لحظة.
 
فلو يحدث ذلك _ لا قدر الله _ فإن البلاد ستدخل في حالة فوضى دستورية لا حل لها _ ربما _ إلا بما هو أخطر منها وهو الاضطرار إلى الرجوع إلى دستور 2014 الدي ينص على أن يتولى رئيس مجلس النواب الرئاسة المؤقتة. أي راشد الغنوشي. ولنا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث في الشارع لو يتولى الرئاسة أكثر شخص سياسي مكروه في البلاد.
 
عدم وعي قيس سعيد بخطورة عدم وجود محكمة دستورية يمكن إدراجه في باب العجائب التي عودنا بها ولم نعد نستغربها. أما تجاهل معارضيه لهذه المسألة فلا أفهمه إلا على أنه مقصود من أجل أن يفرض دستور 2014 نفسه فرضا في الحالة التي نحن بصددها، دونما اعتبار للمصلحة العليا للبلاد.